الأحد، 10 أغسطس 2014

ذكرى عابرة ... رسالتي الغرامية الاولى و الاخيرة

بقلم بكوش محمد سعيد

كان عمري تسع سنوات عندما تلقيت أول رسالة حب بمعناها الكلاسيكي .. وأطرف رسالة حب تلقيتها كانت من صغيرة تسكن في الحي المجاور لزقاقنا " تدعى لبنى " ..
عندما كنت أجلس كل يوم للعب أمام بيتها ... كنت احس بها تراقبني من نافذة غرفتها كيفما تحركت .. ثم لاحظت بعد فترة أنها لا تتوانى عن الإشارة لي و مغازلتي .. و هكذا صرت أجلس كل يوم على الرصيف المقابل لبيتها كعاشق متيم أنتظر إطلالتها من النافذة لأرسل لها إشاراتي الخفية فتبادلني الضحكات و النظرات ..
في أحد الأيام خرجت من بيتها فجأة ومعها صندوق الزبالة ... رمت الي ورقة مطوية و أسرعت باتجاه الحاوية ثم توارت في منزلها .
أخذت الورقة وركضت بسرعة نحو ركام صخري مهجور و فتحت الرسالة : فوجدت سطرين كتلت فيهما : "حبيبي محمد أحبك جيدا لأنك مهذب و نظيف و تدرس جيدا .. "
قرأت الرسالة مرارا حتى كاد الفرح يقتلني ,,, أخيرا هناك من يحبني .
في نهاية صيف تلك السنة كان علينا ان ننتقل الى مدينة أخرى و هذا انتهت قصة لبنى ...

بعد سنوات طوال وفي الأشهر الأولى من دراستي بقسنطينة كنت غالبا ما ألتقي فتاة جميلة عند مدخل الجامعة بالقرب من تلك الصناديق الحديدة المخصصة لحفظ اغراض الطلبة .. كنت اراقبها من بعيد وهي تضع بعض أغراضها في أحد الصناديق ..
حفظت مكان الصندوق .وفي اليوم التالي كتبت لها خاطرة رقيقة على ورقة أنيقة ووضعتها في الصندوق وهكذا كنت أفعل كل يوم ... يتبع / ...