الجمعة، 1 أغسطس 2014

لقاء 7 :

بقلم بكوش محمد السعيد


اعتدت لسنوات على الجلوس كل مساء قبالة جسر سيدي مسيد فوق تلك الكراسي الحجرية العتيقة لأدخن سيجارتي مستمتعا بمراقبة افواج الطيور التي تمر بين الحين و الاخر ...

قبل ايام اعتدت على رؤيتها هناك حين اجلس

تأتي كل مساء ..

لتسلم علي من بعيد ,,,, فأرد التحية ... ثم تجلس في مكانها المعتاد .

شعور خفي كان يدفعني إلى مراقبتها دائما وهي تحمل في يدها كتابا تبحر فيه لساعات، وكلما رفعت رأسها كانت تستهويني حركتها حين تسوي نظارتها الطبية بسبابتها فتدفعها دفعة بسيطة فوق أنفها ثم ترتب شعرها الحريري الاشقر بحركة انسيابية من أصابع يدها

كانت تلوح لي بيدها و تبتسم عندما تشعر بمراقبتي لها
و كنت اخجل كثيرا , فأشير اليها اشارة خفيفة ثم انصرف

إلا أنني مرة بعد أخرى صرت أكثر جرأة
لأسألها بفضول ذات مرة : ماذا تقرأين
لتبتسم و تجيب : رواية . ثم ترفع غلاف الرواية قليلا لأرى عنوانها
لقد كانت تقرأ " حنان قليل "

التقيتها مجددا ... لكن هذه المرة لم اعد اراقبها من بعيد
لانني اصبحت اجلس بالقرب منها ,,,

ذات مساء قرأت لي من كتابها " : أنا لست فاضلة

- ماذا تعنين ؟
- انني لا اومن بالحب ,,,, ان الحب هو الفضيلة الوحيدة في هته الحياة ,, و لكن الرجل و المراة لا يلتقيان ابدا عند هذه الفضيلة

- كيف ؟
- المراة التي تؤمن بالحب تقابل رجلا لا يؤمن بالحب
و حينما يؤمن الرجل بالحب يقابل امراة لا تؤمن بالحب
- لماذا ؟
- لان المراة تبدأ الطريق و هي مؤمنة بالحب ,,, ثم تفقد هذه الفضيلة في نهاية الطريق ... و الرجل بالعكس يبدأ بلا فضيلة ثم يجدها في نهاية الطريق . "

يتبع ... / ...

لقاء 6

بقلم بكوش محمد السعيد


في مكتبه جلس وحيدا شارد الذهن .

لقد كانت القيم تشغل حيزا واسعا في ذهنه ,
لا يليق , مستهجن , حرام ,
كلمات من هذا القبيل تزاحمت على مفكرته المتعبة .

فكر طويلا ... ثم خرج من منزله مصمما على لقائها وتحطيم اخر ما ثبقى من شخصه القديم
عند اخر الحي ... فوق ركام صخري ,, وقف ينظر الى شرفة منزلها منتظرا ظهورها ..
عندما أطلت و رأته قفزت - دون تفكير - في مكانها من الفرحة و نزلت للالتقاء به . ثم تبعته نحو زاوية بعيدة عند ناصية الزقاق .

جلسا متباعدين ,, ,,, و أحسا لوهلة ان هناك جدارا سميكا يفصل بينهما ..

جدار سميك من الاباء و الامهات و ححشد غقير من الجيران و عاببري السبيل ,, و ألاف النعوت و الأوصاف المتناثرة هنا و هناك .

كان الخجل يملأه وكان يجمدها الحياء
فاكتفيا بالابتسام و القليل من اقل الكلام الدي لم يقولاه بعد .

قبل افتراقهما كان خبر لقائهما العابر القصير قد ملأ المكان

والدها الذي يحمل فأسا يبحث عنهما ...

ارتعدت وطلبت منه الإسراع في الرحيل
انسحب على الفور تاركا أكواما من الهم تتكاثر خلفه .

قبل أن يغادر المدينة نهائيا كان قد اتخذ قراره بالعودة لاحقا ليطمئن عليها . لكن صورة فأس والدها الغاضب جعلته يعيد التفكير .

حمل ورقة صغيرة و كتب اليها : انت لا تستحقين شخصا جبان مثلي
ثم حمل حقيبته و رحل .....