الأحد، 20 يوليو 2014

لقاء 2

بقلم بكوش محمد سعيد


كنت أتمشى معها في مساء يوم ممطر ... في ذلك الطريق الطويل الذي يربط شارع سان جون بباب القنطرة ... و قد كنا متلاصقين نستمد الدفئ يتلذذ من جسدينا المرتججفين .
وكانت نسائم الشتاء الباردة و أمطاره كفيلين بجعلنا محشورين تحت مطاريتي القديمة البالية التي احتفظ بها منذ سنتي الجامعية الأولى .
كنت انظر الى انفها الجميل المحمر و هي تضع يدها في جيب معطفي الكشميري الطويل .
أذكر جيدا أنها كانت تحدثني عن بابلو نيرودا و جوزيه ساراماغو و أوجين أونيل وكنت أستمع لها كتلميذ صغير في طوره الابتدائي .
قبل نهاية الشارع اشتد سقوط المطر و بدأ الرعد بالزئير .. و كم كنت اجد متعة مع كل ضربة رعد عندما كانت تصرخ و تتمسك بي و انا اضحك من تصرفاتها الجميلة . ثم تجاهلنا السماء و اكملنا حديثنا بهدوء
كان حذائها الجلدي فاخرا و كان حذائي رديئا يخفي جوربا غمرته الثقوب و ملئته مياه المطر ,,, كان فستانها القرمزي الجميل المنحدر تحت معطفها الرمادي باهضا .... و كان سروالي الجينز القديم الرخيص شاحب اللون
كنت فقيرا و كانتهي من أسرة ثرية .
لكنني كنت أؤمن أن الحب لا يعترف بهذه الفروقات الحبى أسمى من هذا بكثير
عند زاوية الطريق حيث احتمينا . نزعت حذائي بعفوية و عصرت جوربي
كانت تنظر الي في اشمئزاز و دهشة و أدركت حينها أن تصرفي السوقي كهذا كان كفيلا لتحطيم كل لحظات الررومانسيية التي عشناها معا .
أوقفت سيارة أجرة و اعتذرت عن البقاء في أدب ... لن تعود لتكمل معي الطريق هذه المرة
لن ترد على مكالماتي .. لن تحادثني مجددا .. لن يكون هناك لقاء 3 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق