الأربعاء، 23 يوليو 2014

لقاء 4

بقلم بكوش محمد السعيد


كان ينظر اليها من بعيد ,,,
شعر لوهلة ان هناك سيمفونية حزينة حزينة قد غشت قلبه ... حمل شتات نفسه ... ثم رحل بعيدا ...
عندما جلس وحيدا في غرفته كتب اليها :
" عزيزتي ...
قبل اعوام لم تكن فكرة الارتباط تجول في خاطري فقد كانت قصص العشاق و أحوالهم تثير في نفسي نوعا من الاشمئزاز و كنت أرى أن الحب خطيئة لا تغتفر
عندما قابلتك تغيرت نظرتي هته ... لقد أحببتك
و كم اذكر انني قضيت اياما و انا اجلس قبالة قسمك منتظرا مرورك ... ربما ينكسر كعب حذائك أو ينقطع خيط حقيبتك فأسرع لتقديم العون لك وأدعوك إلى غرفتي ريثما اصلحه لك ..
أقدم لك القهوة بالبسكوت .. و أقرأ لك بعضا من قصائدي ,,,, و أهديكي وردة حمراء ثم أقول لك : إن أحببتها صدقا فلن تذبل أبدا
لتقولي لي : لست بحاجة لحب وردتك الحمراء ايها الأخرق .. لقد أحببتك أنت .... و انتهى ,,,,
لتكون بداية سريعة و حبا سريعا
هكذا كنت أنسج بعقلي الصغير صورا خيالية لا معنى لها ,,, ولم أكسب من انتظاري هذا الا الما في مؤخرتي الصغيرة من طول مكوثي على حافة الجدار .... وعلامات سيئة في امتحاناتي الجامعية .
لقد كنت تمرين دائما بطقمك الجميل و مفاتنك الصارخة دون ان تلتفتي ابدا لهذا المخبول الذي ينظر اليك .
لكني أذكر لقائنا الاول في مكتبة الجامعة و انت تقرأين ديوان بابلو نيرودا " عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة "
لقد كنت حسبما أظن غارقة في حب بابلو و يائسة من قصائده اللعينة ,,
عندما اقتربت منك القيت عليك نصا لبابلو دون استئذان :
ميت هو من يتخلى عن مشروع قبل أن يهم به
ميت من يجتنب الشغف ولا يجازف باليقين في سبيل اللايقين من أجل أن يطارد أحد أحلامه
ميت من لا يحب
ثم تبادلت معك حديثا وديا و تكررت لقاءاتنا
فكرت حينها أن المعجزة قد حصلت وانقطع خيط حقيبتها ,,, و ها انا داهب اليها لمساعدتها ... لقد كان بابلو هو خيط الحقيبة ,,, و قد اصلحتها وبالمقابل أصلحت انت لي شيئا من عقلي عقلي كاد يوشك على الانقطاع
وهكذا أصبحنا ... أنا و أنت نخوض معا حياة جديدة فيها كفاح و أمل
و كم كنت اجد لذة و انا اجلس صباحا في ساحة الجامعة و عينياي مصوبتان تجاه الباب تنتظران قدومك .. فإذا ما رايتك مقبلة أشرقت روحي... فأشير إليك إشارة خفيفة كي تأتى وتجلسي أمامي في المكان الذي اهيأه لك دائما
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت سنة ارتباطنا الاولى جميلة جدا ...
لقاءاتنا الجميلة عند جسر سيدي مسيد و و مسيرنا المتكرر تحت المطر .... كل شيئ كان متاليا حتى جاء دلك اليوم الملعون ...
لكن لماذا نصب لعناتنا على اليوم و أفعالنا و نزواتنا هي السبب ؟؟
لقد كان يقترب منك و يضع يدك في يده ...... رأيتك تتبادلين معه حديثا وديا خجولا .. لم أسمع منه حرفا واحدا طبعا لكنني عرفت فحواه
شعرت بنوبة عارمة من الغيرة و الثورة و الالم يعتصر قلبي ... و كنت أقول في نفسي ربما يكون الوهم قد خطط أمامي صورا رهيبة لا صحة منها
لقد بدت لي تصرفاتكما الصغيرة الغامضة شيئا مشينا مشوها لا استطيع استساغته
و كم كانت لوعتي عندما رايتك تتبسطين معه في الحديث فيتبسط معك و هو يقبض على يدك بلطف و هدوء غريبين ثم يسير بها الى النادي و انت تطيعينه من غير كلفة
و كدت انفجر غيظا و انا اراكما تمضيان وسط الطلبة دون ان تلتفتا الى احد ..... لقد كنتنا حسب ما اعتقد غارقين في دنياكما و كانت ابتساماتكما تشي بالكثير .
و خارت قواي ايتها الاثمة .....
اذا اردت يوما ان تحكم على شخص و تفهم شخصيته و تصرفاته جيدا فعليك ان تراقبه من بعيد .... من بعيد و في لحظات يعبر فيها عن ذاته دون تكلفة او نفاق .
لكن ؟؟ .... لماذا حطمتي حلمي الصغير "
........ انتهت الرسالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق