السبت، 12 يوليو 2014

المجاهدين الأحرار ,,,, في ذكرى الاستقلال

بقلم : بكوش محمد السعيد

كنت سأكتب لكم عن جارتي نوسة التي دوخت شباب الحي و كادت أن تؤدي بحياة عمي عمار الباراج و عمي مختار و عمي الساسي و قنوشو مجتمعين ..
و لولا فضل من الله و بركة منه لأودت بحياتي انا ايضا ,,,
لكنني و في غمرة الكتابة عن نوسة تذكرت سي مسعود ,,, خاصة و أننا في ذكرى الإستقلال

عمي مسعود هذا من المجاهدين الذين حرروا البلاد و العباد ,,, يجلس عند ناصية الحي .. فوق كرسيه الخشبي العتيق و هو بفرك شاربه الطويل المخضب بالحناء .

و لسي مسعود ايام كان جنديا في جيش التحرير قصة تتناقلها نساء الحي و أطفاله جبلا بعد جيل ... لقد كان سي مسعود بطلا من ابطال معركة الاوراس العظيمة و استطاع ان يسقط طيارة برصاصة واحدة ... اي نعم برصاصة واحدة .. بل انه يقال " و العهدة على الراوي" ان سي مسعود استطاع ان يأسر كتيبة كاملة من الجيش الفرنسي .. أآسي .

......... يقال أيضا و العهدة الرابعة دائما على الراوي أن بطولات عمي مسعود ايام السلم لم تكن اقل من بطولاته ايام الحرب .. فيقال انه حارب المفسدين و اللصوص الذين ارادوا نهب البلاد بعد الاستقلال .. حتى قضى عليهم تماما .. و ما النعيم الذي نعيشه اليوم الا من افضال و تضحيات عمي سي مسعود ... اي نعم ... من افضاله

بيني و بينكم .... زوجة عمي مسعود العشرينية " عسلة " من اجمل نساء الحي قواما .... اه يا ربي تعطي اللحم لمن ليس له اسنان :'(

,,,,,,,,

تنحنح عمي مسعود و انا أمر أمامه و قال : سي موح تعال أريدك في موضوع مهم

- نعم يا عمي مسعود قول راني نسمع فيك

- أسمعني جيدا .. أريد يا موح أن أكتب مذكراتي و أسرد بطولاتي ... لم يبق في العمر اكتر مما مضى و أريد أن اخلد كفاحي ,, لقد سمعت انك تكتب جيدا ... و أريدك أن تقوم بهذا ,, ما تخممش راني نرفهك .

"
و لولا انني قرأت التاريخ جيدا لصدقته و صدقت ما يقال عنه ... فعمي مسعود لم يطلق رصاصة واحدة على راس الفرنسيين فجل ما أطلقه من رصاص كان على رؤوس اخوانه في النضال ... حتى ظن البعض ان سي مسعود أحول لا يفرق بين المجاهد و المستعمر

بل ان المجاهدين الحقيقيين أقسموا أن سي مسعود كان جنديا فرنسيا اكثر من الفرنسيين انفسهم

و لأننا في بلد " العوج " أصبح عمي مسعود مجاهدا بطلا ... و مسؤولا في بلاد الواق واق "

- تمخمخ عمي مسعود و نظر الي و قد عرف ما يجول في خاطري و قال :

لم أقم بهذا و لم أكن أعلم أنهم يقومون بمثل هذه الاعمال ....... ثم ان ما فعلوه في مصلحة البلد ..
لكنني اقسم انني وبختهم على ما فعلوه و عبد القادر المالي شاهد على ذلك .

أجبته في سذاجة :

- لكن يا عمي مسعود كيف تنهرهم و توبخهم اذا كانو قد فعلو ما فيه مصلحة للبلد ..

و قبل ان يجيب صرخت في وجهه :

هل تريدني أن أزور التاريخ يا عمي مسعود ؟ هل تريدني ان أجعل من الخائن بطلا و من المظلوم ظالما ... انك يا عمي مسعود خائن و لص و محاولة تلميع صورتك في هذه المذكرات البائسة محاولة فاشلة .. الشعب يعرف من هو مسعود و سياتي يوم ليحاكمك فيه ليرميك في مزبلة التاريخ

ثم بصقت في وجهه و اكملت طريقي الى السوق و انا العن الاقدار التي جمعت بين برميل كمسعود و حوتة ك " عسلة "

ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق